- الكذب عند الأطفال .
عمل الطالبات :
دلال المطيري
اثير الجرباء
موضي السبيعي
شهد الجديد
أمنه الدربشي
إشراف الدكتورة :
أشجان السديس .
1436هـ - 1437هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
: المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه تسليما كثير وبعد ..
فإن الحديث على صفحات هذا البحث سيدور بحول الله وقوته حول موضوع الكذب ودورنا في مواجهته نتحدث عن داء منتشر ومرض خطير لا يكاد يسلم منه احد إلا من رحمه الله هذا داء الكذب عند الأطفال , والكذب عند الأطفال هو سلوك غير سوي ينتج عنه العديد من المشكلات الاجتماعية ويعتبر سلوكا مكتسبا من جانب البيئة . وقد ينظر الوالد إلى كذب الطفل على انه أمر بسيط وطارئ ، لكن خبراء علم النفس يؤكدون ضرره البالغ . وخصوصا حين يكبر الطفل ، ذلك لأن الكذب بشكل مستمر يجعل منه وسيله مقنعه باختلاف غرضه ودوافعه وأنواع أساليبه وفي هذا البحث سوف نتطرق إلى دراسته كمشكلة عند الأطفال .
مفهوم الكذب عند الأطفال :
تعريف الكذب : هو أن يخبر الطفل عن شيء بخلاف الحقيقة ، ويكون إما بتغيير الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحدث جديدة ، بنية وقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ونفسي واجتماعي وهو عكس الصدق , والطفل يولد كصفحة بيضاء ناصعة البياض ، يسطر فيها الأب والأم السطور الأولى في حياة طفلهما ، فإذا عوّد الوالدان ابنهما الكذب ، كانت نتيجة هذه التربية في النهاية هي الكذب ، والعكس صحيح ، إذا عوداه الصدق كانت نتيجة التربية نشأه طفل صالح لا يكذب وبالتالي هذا يؤكد أن الكذب سمة مكتسبه من البيئة والأشخاص المحيطين ، وليس سلوكا مورثا أو فطويا عند الأطفال.
أنماط الكذب عند الأطفال :
يبدأ الكذب عادة منذ الطفولة ويترسخ في سلوك الفرد مع الزمن والكذب الذي يصدر من الطفل ليس واحدا، وله تصنيفات عدة ،ومن أشهرها تصنيفه على أساس الغرض الذي يدفع الطفل لممارسته وهو كالتالي :
1- الكذب الخيالي :
غالباً ما يكون لدى المبدعين أو أصحاب الخيال الواسع , فالطفل قد يتخيل شيئا ويحوله إلى حقيقة , ومن أمثلة ذلك : أن طفلا عمره ثلاث سنوات أحضر أهله خروفا للعيد له قرنان ، فبعد ذلك صار يبكي ويقول رأيت كلباً له قرنان وهذا اللون لا يعتبر كذبا حقيقاً ، ودور الوالدين هنا التوجيه للتفريق بين الخيال والحقيقة بما يتناسب مع نمو الطفل ، ومن الخطأ اتهامه هنا بالكذب أو معاقبته عليه.
القوصي،٢٠٠١م،ص٩١
2- الكذب الإتباسي :
يختلط الخيال بالحقيقة لدى الطفل فلا يستطيع التفريق بينهما لضعف قدراته العقليه، فقد يسمع قصة خرافية فيحكيها على أنها حقيقة ويعدل في أشخاصها وأحداثها حذفا وإضافة وفق نموه العقلي وقد يرى رؤيا فيرويها على أنها حقيقة فأحد الأطفال رأى في المنام أن الخادمة تضربه وتكسر لعبته فأصر على الأمر وقع منها .
3- الكذب الإدعائي :
يلجأ إليه للشعور بالنقص أو الحرمان ،وفيها يبالغ بالأشياء الكثيرة التي يملكها ، فيحدث الأطفال أن يملك ألعاباً كثيرة وثمينة، أو يحدثهم عن والده وثروته، أو عن مسكنهم ويبلغ في وصفه . ومن صور الكذب الإدعائي التي تحصل لدى الأطفال كثيراً التظاهر بالمرض عند الذهاب إلى المدرسة والذي يدفع الطفل لممارسة الكذب الإدعائي أمران
الأول :المفاخرة والمسايرة لزملائه الذين يحدثونه عن آبائهم أو مساكنهم أو لعبهم .
والثاني :استدرار العطف من الوالدين ،ويكثر هذا اللون عند من يشعرن بالتفرقة بينهم وبين إخوانهم أو أخواتهم , وينبغي على الوالدين هنا تفهم الأسباب المؤدية إليه وعلاجها والتركيز على تلبية الحاجات التي فقدها الطفل فألجأته إلى ممارسة هذا النوع من الكذب ، دون التركيز على الكذب نفسه .
جرجس،١٤٢٣هـ،ص٥٧
4- الكذب الغرضي :
يلجأ إليه الطفل حين يشعر بوقوف الأبوين حائلاً دون تحقيق أهدافه ، فقد يطلب نقوداً لغرض غير الغرض الذي يريد , ومن أمثلة ذلك أن يرغب الطفل بشراء لعبة من اللعب ويرى أن والده لن يوافق على ذلك فيدعي أن المدرسة طلبت منهم مبلغا من المال فيأخذه من والديه لشراء هذه اللعبة .
5- الكذب الانتقامي :
غلباً ينشأ عند التفريق وعدم العدل بين الأولاد ،سواء في المنزل أو في المدرسة،فقد يعمد الطفل إلى تخريب أو إتلاف ثم يتهم أخاه أو زميله ، والغالب أن الاتهام هنا يوجه لأولئك الذين يحضون بتقدير واهتمام زائد أكثر من غيرهم .
6- الكذب الوقائي :
يلجأ إليه الطفل نتيجة الخوف من العقاب يخشى أن يقع عليه ،سواء أكان العقاب من الوالدين أو من المعلم ،وهذا النوع يحدث في المدارس البنين أكثر منه في مدارس البنات وهو يحصل غالبا في البيئات التي تتسم بالقسوة في التربية وتكثر من العقوبة .
7- الكذب التقليد :
قد يرى الابن أو البنت أحد الوالدين يمارس الكذب على الآخرين فيقلدهم في ذلك،ويصل الأمر في مثل هذا الأحوال إلى أن يمارس الطفل الكذب لغير حاجة بل تقليداً للوالدين .
8- الكذب المرضي أو المزمن :
وهو الكذب يتأصل لدى الطفل ، ويصبح عادة مزمنة عنده ويتسم هؤلاء بالمهارة غالباً في ممارسة الكذب حتى يصعب أنه اكتشاف صدقهم من كذبهم .
أكثر الأنواع رواجاً :
دلت أغلب الدراسات التي أجريت على الكذب الأطفال أن أكثر هذا الأسباب شيوعاً الكذب الوقائي ويمثل ٧٠٪. و١٠٪
كذب التباسي و ٢٠٪ يعود إلى الغش والخداع والكراهية.
( قطب واخرون ،٢٠٠٣هـ،ص١٧٦)
قائمة المراجع
١- جرجس ،ملاك (١٤٢٣هـ) الماذ يكذب الاطفال،دار اللواء ،الرياض.
٢-قطب ،محمد علي وآخرون (٢٠٠١م)الكذب في سلوك الأطفال.مكتبة العبيكان ،الرياض.
٣-القوصي ،عبد العزير (٢٠٠١م) اسس الصحة النفسية، مكتبة غريب ،القاهرة.
(موضي السبيعي)
الرأي الشخصي :
الكذب سلوك مكتسب فهو لا ينشأ مع الأنسان إنما يتعلمه ويكتسبه،ومن هنا كان لابد للوالدين من الاعتناء بتربية أولادهم على الصدق ،والجدية في العلاج حالات الكذب التي تنشأ لدى أطفالهم حتى لاتكبر فتصبح جزاءاً من سلوكهم يصعب عليهم التخلي عنه أو تركه .
ومن الوسائل التربية المهمهة في علاج الكذب لدى الأطفال
تفهم الأسباب المؤديه للكذب لدى الطفل وتصنيف الكذب الذي
يمارسه ،فالتعامل مع الكذب الخيالي والالتباسي ويختلف عن التعامل مع الكذب والانتقامي والغرضي أو المرضي المزمن.
مراعاة سن الطفل ،ويتأكد هذا في المذب التخيلي ولالتباسي ،فالطفل في السن المبكرة لا يفرق بين الحقيقة والخيال كما سبق.
تلبية حاجات الطفل سواء أكانت جسدية أم نفسيه أم اجتماعية ،فكثر من مواقف الكذب تنشأ نتيجة فقد لهذا الحاجات وعدم تلبيتها له.
المرونة والتسامح مع الأطفال ،وبناء العلاقة الودية معهم ،فإنها تهيئ لهم الاطمئنان النفسي ،بينما تولد لديهم الأساليب القاسيه الاضطراب والخوف ،فيسعون للتخلص من
العقوبة أو للانتقام أو استرار العطف الذي يفتقدونه.
البعد عن عقوبة الطفل حين يصدق ، والحرص على العفو عن عقوبته أو تخفيفها حتى يعتاد الصدق ،وحين يعاقب إذا قال
الحقيقة ههذا سيدعوه إلى ممارسة الكذب مستقبلا للتخلص
من العقوبة.
(موضي السبيعي)
أسباب الكذب عند الأطفال :
1- الخوف من العقاب والخوف من المنع
من الوصول الى بعض الأشياء من أكثر ما يدفع الطفل الى الكذب وقد أشارت إحدى الدراسات الى أن حوالي ( 70% ) من أنواع السلوك لدى الاطفال الذين يتصفون بالكذب يرجع الى الخوف من العقاب وأن ( 10% ) منها يرجع الى أحلام اليقظة والخيال ويرجع نحو من ( 20% ) الى أغراض الغش والخداع .
2- أشارت معظم الدراسات المتعلقة بسلوك الأطفال
الى انه كلما ازدات قسوة الآباء والأمهات ، ولجوء الى الضرب والعقاب لحمل الطفل على قول الصدق والافترار ببعض الأخطاء ولجأ الأطفال الى الكذب ومن ثم الحيرورة الى إدمانه، وهذا يعود الى عامل الخوف، لكنه يحمل الآباء القساة مسؤولية انحراف أبنائهم.
3- قد يكذب الطفل حتى تحدث لذة ونشوة عند مستمعيه
وحتى ينتزع إعجابهم
4- الكذب بقصد الحصول على أشياء
ومن الصور الشائعة لهذا ان يدعي الطفل أن معلمة في المدرسة طلب منه شراء بعض الأدوات .
والحقيقة أنه يريد المال لشراء بعض الحلوى او بعض الألعاب
5- قد يكذب الطفل لدافع عدواني وكيدي
كما لو كسرت تحفه نقدية في المنزل ولم تستطع الأم معرفة الفاعل فقال لها الطفل: الذي كسرها هو فلان مع انه في الحقيقة لا يعرف من ذلك، ولكن حبه لإيقاف العقوبة به دفعة الى الكذب .
6- الخوف من العقاب
لعل من أكثر بواعث الطفل على الكذب ( الخوف من السلطة ) ممثلة في الأب أو ألام أو المعلم أو احد الذين يوكل إليهم تربية الطفل وتأديبه . والحق أن الآباء والمعلمين ينسون التوجيه النبوي الكريم في الحديث الذي يوصي بملاعبة الطفل سبعا وتأديبه سبعا وبمصاحبته سبعا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاعبه سبعا ، وأدبه سبعا ، وصاحبه سبعا ، ثم اترك له الحبل والغارب ) رواه البيهقي .
7- السعي لإرضاء السلطة
يلجأ بعض الأطفال إلى الكذب سعيا لاستعماله السلطة ممثلة في المعلمة أو في الأب أو الأم ومن الكذب الذي يقوم به الطفل سعيا لإرضاء السلطة لجوئه إلى من يعمل له الواجب المنزلي أو يرسم له خريطة أو يضع له مجله يقدما للمعلم على أنها من إنتاجه هو بأمل أن يحظى بتقدير المعلم له ومكافأته بعلامات سخية
إن مسؤولية السلطة في مثل هذه المواقف واضحة ، فالعدل في المعاملة بين التلاميذ والإصرار على العلاقة المهنية السليمة بين المعلم والتلميذ لا تترك لمثل هذا النمط من الكذب سبيلا .
8- السعي لإثبات الذات والحصول على مكانه اجتماعيه
المفروض أن المدارس العامة ( الحكومية ) أماكن لتذويب الفوارق بين الطبقات لا فرق فيها بين ابن وزير وابن خفير ، فالكل سواسية يجلسون على مقاعد نمطية ، ويعلمهم معلم واحد وتصرف لهم كتب موحده ويخضعون جميعا للمعايير نفسها في الترفيع أو في الرسوب والإعادة .
ومع ذلك فان بعض الأبناء الذين يفدون إلى المدرسة من مناطق محرومة نسبيا كسون بالنقص في مجتمع الفصل أو مجتمع المدرسة أو لشراء الحلوى أسوة بغيرهم من تلاميذ المدرسة .
وقد يلجأ هؤلاء إلى تعويض الشعور بالنقص عن طريق ادعاء بعضهم كذبا بأنه يسكن حيا من الأحياء الراقية،
وأن لدى أسرته عددا من السيارات الفاخرة يأملون بذاتهم أن يثبتوا ذواتهم ويحصلون على المكانة الاجتماعية التي يتمتع بها غيرهم من التلاميذ. وللأسرة دورها بأن تحرص على رفع معنويات الطفل فالعبرة ليست بالحسب والنسب ولا بالثروة وإنما بالعمل و الاجتهاد والتفوق وأنه ( لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى)
9- الخيال الخصب للطفل وعدم تفرقته بين الخيال والواقع
من المألوف لمعلمي الصفوف الأولى من الدراسة والابتدائية أن تجدوا طفلا في أحد دروس التعبير الحر يبتدع قصة خيالي’ ويجعل من نفسه بطلا لها ، فهو على سبيل المثال سافر الى بلاد كذا وكذا . ويندمج الطفل في القصة كأنها وقعت بالفعل وأنه كان بطلها ويكتشف المعلم التلاميذ بعد الاستمتاع الى جزء من القصة انها من نضج خيال الطفل فقد تكون فيلما سينمائيا شاهده أو حلما رآه بينما هو نائم ، أو تكون القصة قد حدثت بالفعل لأحد أقارب الطفل فاستمتع إليها ثم تقمص شخصية البطل فيها.
10- الرغبة في الانتقال من آخرين
قد يحس الطفل أن هناك غريما له من بين تلاميذ الفصل يحظى دائما بالعطف والحمية والتقدير من المعلم ، على حين أنه هو حسب ما يرى أحق بذلك العطف والحب والتقدير فتلعب أحاسيس الغيرة دورها على شكل إشاعات يضعها الطفل لأخيه ضد غريمه وقد يصل به الأمر إلى أن ينسب إليه مخالفه كبيره أو فعلا شائنا .
وللبيت والمدرسة دور كبير في تنشئة الناشئ على الأخلاق الاسلاميه الحميدة التي أوجزها الحديث الشريف:
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)
رواه البخاري واحمد
من خلال اطلاعي على أسباب الكذب لدى الأطفال استنجدت ما يلي :
1- كلما كان الطفل لدية ثقة بنفسه كلما قل كذبة
2- كلما كانت علاقة الطفل قوية بوالده كلما كان الكذب لديه اقل
3- ميل الطفل الى الكذب لا يأتي إلا بسبب وجود خلل في تربيته من خوف او حب الذات
4- مقارنة الطفل بآخرين فلا قد تؤدي به الى الكذب بسبب الغيرة أو الحقد
5- الكذب هو وسيلة الطفل الأولى للخروج من الموقف الذي وقع فيه
6- تأثر الطفل بالمحيط الذي يعيش فيه من حيث الكذب والصدق
المصادر :-
1- كتاب مشكلات الأطفال تأليف عبدالكريم بكار الطبعة الأولى دار السلام للطباعة والنشر
( 1431ه – 2010م ) صفحة 14,15
2- كتاب مشكلة الكذب في سلوك الأطفال الطبعة الأولى مكتبة العبيكان , الرياض . تأليف محمد علي , وفاء محمد , علي إسماعيل , 1417ه صفحة 25,26,27,29
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر .
دلال المطيري
علاج وحلول الكذب عند الأطفال :
يحرص أولياء الأمور على وقاية أطفالهم من المشكلات التي يعتبر الكذب من أخطرها ، وفي النصائح سيجد الآباء ما يفيدهم في تحقيق هذا الهدف وفق مبادئ الشرع الحنيف وقواعد علوم
1 - عامل ابنك برفق وأشعره بعطفك : طفلك صغير والعالم حوله أكبر وهو عالم يكتشفه الطفل على مراحل بما يتناسب مع نموه وأنت تعلم أن هذا النمو مستمر حتى يصل إلى مرحلة الشباب ولكي تساعد طفلك على أن يجتاز هذه المراحل في أمن فلابد من أن تعامله برفق وليخطو نحو اكتشاف العالم ، العالم الذي صنعه الكبار بما فيه من قيود بل إن لعب الطفل وحريته في اختيار ما يلعب به تخضع لتدخل الكبار وعلى الطفل في كثير من الأحيان أن يقبل ذلك دون مناقشة ، ولا ينبغي للوالدين أن يسمحا للطفل بحرية مطلقة ؛ لأن ذلك لا يتفق مع مقتضيات التربية الاجتماعية ، ومن المفيد أن يخصص أولياء الأمور وقتاً خاصاً لمداعبة أطفالهم والبعد عن
2- اكسب ثقة طفلك وشجعه على أن يتحدث معك بكل ما يدور في نفسه : من الطبيعي أن يكثرالطفل من الأسئلة بل إن أسئلة الطفل الكثيرة دليل تعطشه للتعلم ، وأسئلة الطفل في مراحل حياته التي يوجهها هي عربون لبناء الثقة بينه وبين المحيطين به فإنما أن يستمعوا إليها ويكون ذلك علامة اعتراف بالطفل ، وإما أن تقابل بالنفور ويكون هذا لدى الطفل علامة على عدم التقبل فتهتز ثقته ،وفي مثل ذلك الجو تكون الفرصة مهيأة للجوء الطفل إلى الكذب الوقائي الذي يحاول أن يحمي به نفسه من عقاب الكبار ، وقد تتكسر بعض أدواته لكنه لا يجرؤ على الحديث مع المحيطين به فيلجأ إلى الكذب ؛ لأنه فقد عنصر الأمان ، وقد يكون في مثل هذه المواقف الناشئ الأساس لكثير من الانحرافات التي يتعرض لها في مستقبل حياته كالتزوير.
3- حاول ألا تحشر الطفل في زاوية ضيقة ، وتطلب منه الاعتراف بجرم ارتكبه أو خطأ وقع فيه ، واعمل على توفير أدلة يجد معها صعوبة في الشهادة ضد نفسه
4- لن يلتزم الأطفال بالصدق في أسرة يكذب فيها الأب على الأم ، وتكذب فيها الفتاة على
زميلاتها ؛ ولهذا فإن الالتزام بقول الحقيقة يجعل الكذب يبدو شنيعاً في نظر الأطفال ، وهذا أكبر تحدّ يواجهنا في هذه المسألة.
5- صدقه ، وابتعد تماما عن أن تشعره بأنك تشك فيما يقوله : عندما تكون علاقتك بالطفل على الثقة والمصارحة فإن هذه العلاقة تعتبر إنجازاً عظيماً فهو طفل سعيد يصارح أبويه ولا يجد أي حرج في أن يبوح بمخاوفه ، وإن أية محاولة توحي إلى الطفل بأننا نتشكك فيما يقول هي هدم لتلك الثقة التي بنيناها ، وكأننا بذلك نفتح أمامه باباً آخر للكذب يمكن أن يلجأ إليه .5
(1) محمد علي قطب الهمشري ، وآخرون . 1418هـ، ص 50.
(2) محمد علي قطب الهمشري ، وآخرون . 1418هـ ، ص 52 .
(5)محمد علي قطب الهمشري ، وآخرون . 1418هـ ، ص 58 .
(3) عبد الكريم بكار . 1431هـ ، ص 16 .
(4) عبد الكريم بكار . 1431هـ ، ص 16 .
6- لا تجبره على أداء عمل لا يميل إليه : إننا عندما نكلف الطفل بأداء عمل فإنه يجب علينا أن نراعي قدراته ؛ فقد يكون العمل فوق طاقته وعند ذلك يضطر الطفل تحت وطأة الخوف من العقاب وإغضاب السلطة أن يحتمي بشخص آخر نيابة عنه ثم يكذب على السلطة ويدعي أنه أنجز العمل بنفسه ، كما يحدث في تكليفه ببعض الواجبات المدرسية الشاقة فيضطر إلى اللجوء إلى أمه أو أحد إخوته ليكتب له التكليف ثم ينسبه إلى نفسه .6
7- وفر للطفل الهناء العائلي واجعله يعيش في جو من التفاهم : من المعروف أن الأسرة هي المجتمع الصغير ، وأن الطفل يكتسب خلال حياته العديد من أنماط السلوك التي تنتقل معه إلى حياته في المجتمع الكبير ، لذلك ينبغي أن يدرك الآباء خطر الدور الذي يقومون به في التربية
8- تفاهم الآباء والأمهات والمعلمين على المعاملة المتزنة الثابتة للطفل في المواقف المتشابهة :
ويقصد بالمعاملة المتزنة هنا المعاملة التي تقوم على محاولة فهم الظروف المحيطة بالطفل ،
ويفترض أن تكون المعاملة ثابتة في المواقف المتشابهة ؛ فموقف الأب هو موقف الأم ، فلا
يكون هناك اختلاف بين هذه الجهات في تقويمها لسلوك الطفل ، وهذا الاتفاق يعطي القيم معنى
، وييسر امتصاص الطفل لها وأخذه بها .8
9- من المهم ألا نعطي الطفل انطباعاً بإن الكذب ينجيه من العقوبة ؛ بل علينا أن نقرر له
بوضوح أن الصدق يخفف من عقوبة الخطأ الذي ارتكبه ، وأن إخفاء الخطأ الذي وقع فيه ،
يستوجب عقوبتين : عقوبة الخطأ وعقوبة الكذب في التنصل منه .9
(6) محمد علي قطب الهمشري ، وآخرون . 1418 هـ، ص 59 .
(7) محمد علي قطب الهمشري ، وآخرون . 1418هـ ، ص 60 .
(
محمد علي قطب الهمشري ، وآخرون . 1418 هـ ، ص 62 .
(9) عبد الكريم بكار . 1431هـ ، ص 18.
ومن هذا نستنتج ما يلي :
نقدم للمعملين وأولياء الأمور نصائح قيمة وثمينة للقضاء على الكذب عند الأطفال
ومن ذلك أنه إذا قام المربون بعدم الاهتمام بالطفل ولا بأسئلته ولا الاستماع الجيد
لكلامه ، فيشعر الطفل بعدم محبة الآخرين له وهكذا يكون المجال مفتوحا للكذب
على الآخرين حينما يخطئ الطفل ، فهو لن يقول الحقيقة لخوفه من الآخرين وردة
فعلهم ؛ فهم لا يعيرونه أي اهتمام .
وأيضا لا تطلب من الطفل أن يخبرك بالخطأ الذي ارتكبه بل حاول أن تجعل الطفل
يقدم على الاعتراف أنه المخطئ من خلال أدلة وحجج تثبت أنه كاذب وبالتالي
سيخبرك بالحقيقة ، وأيضا من المفترض أن تكون قدوة لأطفالك فحينما يراك
الأطفال تكذب وأنت تأمرهم بالصدق وتبدو متناقض في أعينهم فكيف تطلب منهم
الصدق ، والذي تريده من أطفالك طبقه أنت أولا ، بالإضافة إلى أن تصديق الطفل
واعتباره صادق وأنه لا يكذب وتحفيزه على ذلك يجعل الطفل يقول ما لديه أما إن
كنا لا نصدق ما يقول ونحاوره كثيرا على أنه لم يقل الحقيقة بل قام بالكذب فهذا قد
يجر الطفل للكذب لأنه لم يجد من يصدقه .
وعندما يقوم الآباء والمعلمين وغيرهم بطلب شيء لا يستطيع الطفل عمله ثم
يغضبوا من الطفل إذا لم يؤديه أو عمله غيره ثم نسب الطفل العمل له ، فهم فتحوا
له باباً كبيراً للكذب ؛ فقد طلبوا منه عمل لا يستطيع القيام به ولا غرابه في أن يقوم \
الطفل بطلب مساعدة من الآخرين .
قائمة المصادر والمراجع
1)محمد علي قطب الهمشري ، وآخرون.(1418هـ - 1997م).مشكلة الكذب في
سلوك الأطفال.الطبعة الأولى . مكتبة العبيكان ، الرياض.
2)عبد الكريم بكار .(1431هـ - 2010م). مشكلات الأطفال.الطبعة الأولى . دار
أثير الجرباء
دور الأسرة في تعليم الطفل الكذب ..
الأب الذي يعد ابناءه بتقديم هدية معينة لأحدهم أو لهم جميعاً ، أو يعدهم باصطحابهم في نزهة خلال عطلة الأسبوع ، ثم لا يفي بوعده لعذر معين ..
إذا تكرر منه ذلك عرف الأبناء أن الإنسان يمكن أن يقول كلاماً ، وهو لا يعني ما يقول (كذب)... ويتعلم الأبناء أو البنات ذلك بطريقة غير مباشرة عن الأب الذي يفترض أنه القدوة التي يتعملون منها أنواع السلوك المرغوب فيها .
الأب الذي يطلب الى ابنه ان يرد على الهاتف ويخبر المتكلم ان الأب غير موجود الان في المنزل هو أب يعلم ابنه الكذب فيشب على ذالك السلوك المقيت ..
والخطورة في المواقف السابقة ان الأبناء الصغار لا يدركون ان كذبة الأب او الام كانت خاصه موقف معين ربماء كان لهم العذر فيه وسرعان ما يقوم الصغير بتعميم النتيجه التي وصل اليها من تلك المواقف الاحاديه البسيطه على مواقف اكبر في حياته المستقبليه .
عندما يقوم الأب او الام باداء الواجب المنزلي عن الطفل وان يسمحون لهو ان يدعي أمام المعلم او المعلمه انهو قام بعمله بنفسه : ومثلها أيضاً ان يصحب الأب الطفل الى طبيب ويطلب اليه كتابة شهاده طيبه تفيد ان الطفل كان مريضاً في فتره معينه ، على حين انه كان في صحية الأسره في سفر طويل داخل البلاد أو خارجها . هذا الى ان القسوه الشديده في المنزل والصرامه في المعامله وافتقار جو الحب و التسامح والفهم والمشاركه بين أعضاء الأسره يشجع الأبناء والبنات على اللجوء الى الكذب .
استنتاج :
ان الاب الذي يعد ابنه ولا يوفي بالوعد عدة مرات وعرف الابن ان الانسان يمكن يقول كلام ولا يعرف ما يقوله (كذب) ..
ويتعلم الابناء والبنات بطريقه غير مباشره وعلى الاب القدوه الحسنه التي يعلم الابناء عليها ...
والام التي تكذب عند ابنتها عند استعارة الجاره غرض من الام وتعتذر الام ان ليس لديها وهو عندها ام تعلم اينتها الكذب او ان لم تعلم تدرك ذالك ...
المرجع : الكذب في سلوك الاطفال
شهد الجديد
دور المجتمع في تعليم الأطفال الكذب :
شتان بين المجتمع المسلم الذي تظلله علاقات المحبه والاخوه والتراحم الأسلامي ذلك المجتمع الذي اذا شكا منه عضو اتداعا له سار الاعضاء بالحمئ والسهر وبعض المجتمعات المعاصره التي قد يراها ابناؤها من خلال اشرطه الفيديو او افلام التلفزيون حيث تسودها علاقات الزيف والتزلفف المرؤوس يمتدح الرئيس فيما ليس فيه والرئيس بالتالي يتقرب الى من هو اعلى منه بالمدح و الاطراء ويذكر ما ليس فيه عسى ان يصل الى قلبه فينال رضاه ويكون ذالك سبيلا الى حصوله على مالا يستحق من اعلى المناصب او الدرجات وطالب الوظيفه يكون محظوظا لو وجد نسيبا او قريبا يوصله الى من بيده امره فبذلك قد يحصل على الوظيفه اما الجداره والاستحقاق والكفاءه والقدرات الخاصه والمهارات فهي معايير على الورق قل أن يؤخذ بها أو ينظر إليها وتكون العصبيه أعظم عندما يكون تقديم الهدايا والرشاوي هو سبيل لتحقيق الرغبات والحاجات فمدح المرؤوس لرئيس كذب وتزلف الرئيس الى من هو اعلى منه كذب وحصول طالب الوظيفه على وظيفه لا يستحقها كذب وتحقيق حاجه من الرشوه يتضمن الكذب والتهرب من الرسوم الجمركيه المستحقه على السلع التي تدخل البلاد كذب وانكار مايحمله المسافر من الممنوعات بالدوائر الجمركيه كذب وإخفاء الحقيقه عن السلطات كذب وقد تنتقل عدوى كل ذالك الى الأطفال عن طريق مخالطتهم للكبار الذين يقعون في تلك المحظورات ومن حسن الحظ ان تلك الظواهر السيئه يقل ارتكابها والوقوع فيها بين ابناء مجتمعنا الاسلامي وانها اذا ما وقعت من وافد او مقيم تلقى اشد العقاب من السلطات فضلا عن ان عقوبه المواطن تكون اقسى واشد .
الاستنتاج :
1-المجتمع الاسلامي مجتمع تظلله العلاقات الاخويه والتراحم فيما بينها وتطبيق أحكام الدين الاسلامي ليس كغيره من المجتمعات
2-الطفل يتعلم الكذب ويتناقله عن طريق مخالطه الكبار فيجب الحذر حتئ لا يتعلم الطفل ما ينافي الخلق الحميد ( الاسلامي (
3-حرم الدين الاسلامي تلك الظواهر السيئه ومن بينها ( إخفاء الحقيقه ) ويعاقب مرتكبها أشد العقاب
المؤلف محمد علي قطب الهمشري وآخرون مكتبه العبيكان كتاب (الكذب في سلوك الاطفال )
امنه عبدالله
الخاتمة :
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين نبينا محمد وسلم تسليما كثير ....
.. أما بعد
فقد تناولت في هذا البحث موضوع مفهوم الكذب وانماط الكذب وسلبياته وعلاجه وقد تبين أنه مما اجتمع عليها المربون وإقرارهم بإهمية التربية الإسلامية بوصفها عاملاً رئسياً في توجيه الأفراد نحو أهداف المجتمعات ،ولمدى أهميتها فقد لفتت انتباه العلماء المسلمين الذين دوّنوا في موضوعات التربية الاسلامية مؤصلين لها، ومبرزين عناصرها واهدافها
وسلبيات، والمؤثرات التي تؤثر في نتائجها، والتأثيرات التي تشعها التربية الاسلامية في المجتمع ، بل كان من اهتمام علماء التربية الإسلامية التركيز على التربية البيتية أو المنزلية باعتبارها قاعدة اساسية في إعداد الأفراد موضحين بشكل بارز أهمية دور الوالدين في تلك المهمة .و هي فيما يتعلق بموضوع هذا البحث مشكلة الكذب عند الأطفال ألزم الطرق
العلاجها والقضاء عليها والتحول بالطفل نحو نقيض الكذب الصفة الحميدة الصدق.....
وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين
